صمت الحكومتين المحلية والمركزية مثير للريبة في ملف قتل النساء التركمان في داقوق

“صورة لإبن إحدى النساء اللواتي استشهدن في حسينية إلخانلي في داقوق وهو يبكي من حزنه “

مر اسبوع كامل على الجريمة الوحشية التي تعتبر إنتهاكا  لكل القيم والأعراف الإنسانية  والقوانين الدولية، حيث في مساء يوم الجمعة المصادف ٢١ تشرين الأول ٢٠١٦ تم إستهداف النساء والأطفال في حسينية إلخانلي في داقوق ( ٣٠ كم جنوب محافطة كركوك في شمال العراق) بصاروخ ( لم يتم كشف مصدره بشكل رسمي لحد هذه اللحظة) والتي سقط على أثرها ( ١٤) إمرأة وفتاة مع جرح ( ١٠٣) آخرين من النساء والأطفال من أبناء المدينة التي تسكنها أغلبية تركمانية، حيث كانوا يمارسون مراسيم شهر محرم الحرام في الحسينية الواقعة في وسط الحي السكني والذي لايوجد بقربها أي موقع او هدف عسكري، ولقد عبرت الصور والمقاطع التي تم الحصول عليها من قبل الكادر الميداني للمؤسسة ومن مواقع التواصل الإجتماعي عن حجم الدمار الذي لحق بالبناية والوحشية التي تم قتل الأرواح البريئة في الحسينية.

تزامنت هذه الأحداث مع إختراق أمني في صباح نفس اليوم  في كركوك حيث انتشر مايقارب ١٥٠ عنصر من عصابات داعش في كركوك وبالأخص في المناطق التركمانية (في أحياء تسعين والقدس ودوميز والواسطي وطريق بغداد ) أمام غياب أي رد فعل او مقاومة من قبل القوات الأمنية الموجودة في المحافظة وهي البيشمركة والأسايش والشرطة المحلية التي إنسحبت بشكل غريب، في حين تم الإعتداء على عشرات المدنيين في المدينة وذبح بعض أفراد العوائل بالكامل وحرق البيوت والمحلات والتجاوز على الممتلكات والأموال.

 و شهدت مناطق اخرى من كركوك عملية تحريض من قبل بعض ائمة الجوامع على الانضمام الى صفوف داعش والتكبير من خلال مكبرات الصوت وإعتبار مايجري من قبل العصابات عملية جهاد حسب شهود عيان، وفي نفس الوقت إستغاثت بعض العوائل على عدم قدرتها على منع افراد العصابات لإستغلال أسطح بيوتها لإستهداف المدنيين ومناطق اخرى قريبة.

وفي قضية داقوق تم تشكيل لجنة من البرلمان العراقي يوم السبت المصادف ٢٢ تشرين الأول ٢٠١٦ للتحقيق في  الحادثة  وكشف تفاصيلها حيث طلب رئيس مجلس النواب بضرورة تقديم التقرير خلال اسبوع .

نشرت منظمة الهيومن رايتس ووچ تقريرا مفصلا حول جريمة داقوق حيث طالبت الحكومة العراقية بكشف سريع عن ملابسات الموضوع.

التحالف الدولي على لسان متحدثها الجنرال جون دوريان نفى اي دور لطيران التحالف في استهداف المدنيين موضحا عدم وجود اي هدف لطائراتهم في عملية العزم الصلب التي تديرها قوات التحالف في المنطقة حيث خلا موقعهم الرسمي من هكذا نقاط للقصف.

اتهمت وزارة الدفاع الروسية طائرات التحالف الدولي بإستهداف المدنيين في كركوك في بيان نشر يوم السبت ٢٢ تشرين الأول ٢٠١٦  .

الحكومة العراقية اكتفت بقرار تعويض الضحايا وإعادة إعمار المنطقة المدمرة من قبل القصف ولم تتطرق الى ملابسات الحادث.

الأمم المتحدة لم تبدي اي رد فعل لهذه الجريمة الوحشية التي قتل فيها وجرح عشرات النساء والاطفال في منطقة سكنية لم تكن قريبة من اي منطقة عسكرية.

لم تتلقى الحادثة الأليمة اي اهتمام سياسي واضح على مستوى العراق او اهتمام إعلامي محلي او دولي بحجم المأساة الا من البعض .

اقام أهالي الضحايا في داقوق مؤتمرا صحفيا يوم الأربعاء المصادف ٢٦ تشرين الأول ٢٠١٦  للمطالبة بالكشف السريع عن تفاصيل الجريمة ومحاسبة المقصرين مهددين بقطع طريق بغداد كركوك في حال تأخر ذلك.

ذكر عضو لجنة الأمن والدفاع السيد اسكندر وتوت ان قاضي داقوق يمتنع عن تحويل اثار الجريمة الى المختبر لفحصها لأسباب غامضة.

صرح رئيس اللجنة الامنية في البرلمان العراقي السيد حاكم الزاملي ان التحقيقات الأولية تشير الى تورط طائرة عراقية بقصف الحسينية.

صمت الحكومتين المحلية والمركزية مثير للريبة في ملف قتل المدنيين التركمان في داقوق لذلك نعتقد ان الحكومة المحلية وعلى رأسها المحافظ والحكومة المركزية وعلى رأسها رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة مطالبين وبشكل فوري لكشف ملابسات الجريمة النكراء التي لاتخلوا من وجود تعمد فيها بشكل وآخر على استهداف المدنيين العزل  في المدينة. 

الأمم المتحدة مطالبة بضرورة الإشراف على اللجنة التحقيقية التي تم تشكيلها لضمان حياديتها ومهنيتها وسرعة كشفها للحقيقة.

الاحزاب والشخصيات السياسية التركمانية عليها مسؤولية وطنية وقومية بتشكيل خلية ازمة بشكل سريع لمناقشة تداعيات الحادث واهدافها ومصير التركمان في العراق الذي بدأ ينحدر الى المجهول والمصائب المتكررة دليل واضح على وجود خطة ممنهجة لانهاء وجودهم في العراق.

مؤسسة إنقاذ التركمان / قسم حقوق الإنسان

٢٨ تشرين الأول ٢٠١٦  

Loading

اترك رد