بقلم زاهد البياتي
ما أجمل الابتسامة حين ترسم على وجوه فاعلي الخير المعبرة عن رضا الله وراحة الضمير ، ما اجمل مدينة تنبض بروح انسانية استثنائية نادرة وتتحرك فيها يد الخير التطوعية بجهد ما نحو الإنسان الآخر، بدون أيّ مُقابل، وبلا أية ضغوط ودون إكراه من أحد.
علي عقلة و نوري مدحت .. شخصيتان اجتماعيتان محبوبتان من ايام زمان .. اعتقد من حقهما اطلاق ابتسامة الثقة بالنفس ، بعد أكثر من اربعين عاما من العمل التطوعي ( في دفن الموتى ) في تعزيز خدمة الانسان وتلبية النداء تركمانيا كان او عربيا او كرديا .. شيعيا كان ام سنيا ، غنيا كان ام فقيرا .. اسودا كان ام ابيضا وعلى مدار الساعة ليلا كان ام نهارا وعلى مدى ايام السنة في قيظ الصيف كان ام في قارس الشتاء ، دون اي تمييز عرقي او طائفي او فئوي او طبقي .
حالة ايجابية من العطاء الانساني الفريد والاسهامات الملموسة نتج عنها نشوء جيل من الشباب التطوعي اقتداءً بهما ، ما يضعهما في مصاف الشخصيات الانسانية في العالم للتنافس على جوائز الامم المتحدة التي تمنحها في مجال الاعمال التطوعية ان لم نقل جائزة نوبل للسلام بكل فخر واقتدار ..ولكن !
لنعترف (والاعتراف فضيلة ) كساسة ومثقفين وكتاب واكاديميين وناشطين ومغتربين عن تقاعسنا وتراجعنا في مواكبة برامج الامم المتحدة في مجال الاعمال التطوعية وحقوق الانسان والاعمال الخيرية الاخرى ، فكيف بجوائزها ؟! التي تمنح الى للشخصيات أو المجموعات التي تسعى لتحقيق هدف ترسيخ وتنمية علاقات الإخاء ، ونشر قيم السلام والخير والإنسانية.
عاجزون عن تسويق شخصياتنا للأسف الشديد رغم تصدر شخصيات تركمانية لوزارة حقوق الانسان ورئاسة لجنة حقوق الانسان النيابية ! متمنين من مؤسسة انقاذ التركمان المعنية تبني الموضوع ورفع سيرة كل من رائد العمل التطوعي في طوز خورماتو “علي عقلة ” وزميله ” نوري مدحت ” للحصول على احدى جوائزها او ادراجهما في سجلات الامم المتحدة ضمن اسماء رواد العمل التطوعي في العالم من باب اضعف الايمان .
على اية حال هذه مشكلتنا نحن ! لانهما يعملان لله وللإنسانية فحسب ولا يريدون منا لا جزاءً ولا شكورا لانهما يؤمنان بان التطوع عمل فاضل وعبادة يؤجر عليها المسلم ، وينال بها رضا الله ، قال الله تعالى : ٍ{وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا} ، رحم الل فاعل الخير واطال الله بعمريهما ..
326 عدد المشاهدات الكلية