بقلم الدكتور على اكرم، رئيس مؤسسة إنقاذ التركمان
بعد اربعة اشهر من الآن تقريبا ( في شهر ايلول ) سنستذكز الذكرى الثالثة لانتصار التركمان في ناحية امرلي التي قاومت داعش بامكانياتها العسكرية المتواضعة ومن خلال تضحيات ابنائها لمدة ثلاثة وثمانين يوما، عانوا فيها الجوع والعطش ونقص الدواء وانقطاع الخدمات الرئيسية من ماء وكهرباء، حيث تكلل هذا الصمود بدحر داعش وفتح الحصار بعد توجه عدة افواج مقاتلة من الحشد الشعبي من جنوب العراق لنصرة اهالي ناحية امرلي، حيث كان هذا النصر نواة لتشكيل اول قوة تركمانية في العراق وهو ماسمي بعد ذلك بالحشد التركماني الذي ساهم بعد ذلك في معارك شرسة في تكريت وبيجي وجرف الصخر وكركوك والموصل، حيث سقطت دماء مقاتلي التركمان في كل بقعة من ارض العراق.
لم يتوقف استهداف العصابات الارهابية للمقاتلين التركمان على مدى الاعوام الماضية فالاستهدافات مستمرة وقوافل الشهداء ايضا لم تتوقف دفاعا عن الأرض العراقية.
تصدت القوات العراقية من مقاتلي التركمان في الحشد التركماني وتشكيلات الجيش والشرطة ببسالة لهجوم ارهابي شرس لعصابات داعش باسلحة متوسطة وثقيلة، تسللت فجر يوم الخميس المصادف ١٨ مايس ٢٠١٧ وحاولت نصب كمين للقوات التركمانية التي تتواجد في اطراق ناحية امرلي، ولكن تفاجؤوا برد قاسي من قبل هذه القوات حيث تكبد الارهابيين خسائر فادحة في الارواح والمعدات.
وعلى المستوى السياسي شهدت الساحة العراقية نصر تركماني اخر ولكن من نوع سياسي هذه المرة فقد تم عقد مؤتمر عام للتركمان في يوم الاربعاء المصادف ١٧ مايس ٢٠١٧ ضم كافة القوى التركمانية السياسية والاجتماعية والثقافية وبرعاية بعثة الامم المتحدة في العراق والذي افتتح تحت اشراف وحضور رئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري ورئيس بعثة الامم المتحدة في العراق السيد يان كوبيش، كما حضر المؤتمر ممثلي رئاستي الجمهورية والوزراء العراقي وممثلي جميع البعثات الدبلوماسية في بغداد.
اكد المؤتمر على مجموعة من النقاط الحيوية التي تخص التركمان ومصيرهم في العراق تحت سقف المواطنة.
من اهم هذه التوصيات هو ضرورة العمل لاسترجاع الحقوق المغتصبة للتركمان من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة ومن قبل القوى المحلية بعد ٢٠٠٣.
تشكيل محافظتي طوز خورماتوا وتلعفر والشراكة في ادارة محافظة كركوك وتحويلها الى اقليم خاص والمشاركة في رسم القرار في بغداد كانت من ضمن التوصيات التي طالب بها المؤتمرون.
التركمان هم القومية الثالثة في العراق مع نسبة لاتقل عن ٧٪ من سكان العراق حسب الارقام الرسمية المحلية والدولية يسكنون في محافظات الموصل واربيل وكركوك وصلاح الدين وديالى والكوت وبغداد.