ناجية تركمانية: إعتقلوا زوجي واقتادوني مع طفلي ومجموعة من ١٨ فتاة تركمانية

Iraqi women walk past a security forces member as they flee to an area held by the Iraqi Special Forces 2nd division in the Samah neighbourhood of Mosul on November 15, 2016, during an ongoing operation against Islamic State (IS) group jihadists. Hundreds of people used the opportunity to get out of harms way during a period of relative calm on the frontline neighbourhoods of eastern Mosul. / AFP PHOTO / Odd ANDERSEN

لم تجد التركمانية نادية محمد وطفلاها بعد خلاصهم من قبضة تنظيم داعش، من يعيلهم ويوفر لهم ما يحتاجونه من رعاية صحية ونفسية واقتصادية فاضطرت هي ورغم معاناتها، إلى العمل للحصول على لقمة العيش اليومي لها ولعائلتها فمصير زوجها ما زال مجهولا بعد أن اعتقلهم التنظيم أثناء هجومه على قضاء العلم التابع لمحافظة صلاح الدين جنوب الموصل في حزيران/يونيو من عام ٢٠١٤.

إعتقلوا زوجي واقتادوني مع طفلي ومجموعة من المعلمات واحتجزونا مع ١٨ فتاة تركمانية

وتروي نادية (٥٣ عاما) التي تسكن حاليا في مدينة كركوك قصتها لموقع (إرفع صوتك) قائلة “عندما دخل تنظيم داعش لناحية العلم، اعتقلوا زوجي واقتادوني مع طفلي ومجموعة من المعلمات واحتجزونا مع ١٨ فتاة تركمانية أخرى في مكان كان أشبه بمرآب سيارات بعيد عن منطقة سكني في الناحية. ومن ثم بدأ مسلحو داعش باغتصاب الفتيات اللاتي كن معي وتوفيت إحدى المعلمات إثر اغتصابها. وبالتوالي استمر اغتصاب الجميع بشكل مقزز ومرعب تحت الضرب والشتم، وهذا كان حالنا لمدة ٢٥ يوما”.

أنقذنا الحارس المسن

وتشير نادية إلى أنه في أحد الأيام أخذ مسلحو التنظيم نصف الفتيات المحتجزات، وتركوا الأخريات لوجبة تالية. وتضيف “كان هناك رجل مسن يحرس السجن فتح لنا الباب وأبلغنا بضرورة الهرب بسرعة لأن مسلحي داعش سيأخذوننا قريباً واصطحبنا إلى طريق خارج المنطقة، وبدأنا بالسير في الصحراء. لم يكن معنا أي طعام أو ماء فأكلنا الحشائش وبعد خمسة أيام وصلنا إلى كركوك وذهبت للعيش في منزل عمتي القديم هناك”.

إحدى المعلمات توفيت إثر اغتصابها من قبل افراد داعش!

وتشير الناجية نادية إلى أن فتاةً تركمانية أخرى كانت برفقتها عند عودتها إلى كركوك لكن أسرة الفتاة رفضت استقبال ابنتها. “قالوا إنهم لن يستقبلوها لعلاقة الأمر بالشرف والعار، فعاشت معي وهي الآن تتلقى العلاج خارج العراق”.

وتؤكد نادية أن طفليها ما زالا يعانيان من آثار الصدمة التي تعرضا إليها على يد مسلحي التنظيم، مبينة أن ابنها فقد القدرة على الكلام منذ ذلك اليوم.

وأشارت إلى أن عملها حاليا يتمثل في الاعتناء بامرأة مسنة في كركوك مقابل مبلغ مالي توفر من خلاله القوت اليومي لها ولعائلتها.

إهمال الضحايا

بدوره يكشف الدكتور علي أكرم بياتي، رئيس “مؤسسة إنقاذ التركمان”، وعضو المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق عن عدد المختطفات التركمانيات لدى داعش. ويقول لموقع (ارفع صوتك) “اختطف التنظيم نحو ٦٠٠ امرأة وفتاة ونحو ٢٠٠ طفل تركماني بأعمار مختلفة بعد تحرير المناطق من قبل القوات العراقية. حُررت العشرات منهن والمعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى استمرار عمليات تحريرهن. أما مصير الباقيات فنعتقد أن التنظيم خلال هذه الفترة تاجر بهن داخل وخارج العراق خاصة في دول الخليج وأوروبا”، لافتا إلى وجود العديد من المقابر الجماعية في المناطق المحررة التي لم تُتح إمكانية الكشف عنها بعد.

الناجيات التركمانيات لم يلتمسن أي مساعدة سواء محلية او دولية بعد تعرضهن للاعتداءات من قبل داعش

ويُبين بياتي أن الناجيات التركمانيات لم يلتمسن أي مساعدة بعد تعرضنهن لكارثة الأسر والاعتداءات من قبل داعش. ويقول “هناك إهمال وعدم رعاية للضحايا، فبعد تعرضهن إلى جرائم خلال الأعوام الثلاثة الماضية على يد التنظيم، سُلمن إلى أهاليهن مباشرة دون أي إعادة تأهيل أو رعاية نفسية وطبية جيدة، بالتالي المجتمع الدولي فشل في التعاون مع هذا الملف حاله حال الجانب الحكومي العراقي كمؤسسات”.

إلى ذلك، تؤكد الناشطة المدنية التركمانية هيمان رمزي، رئيسة “منظمة تولاي”، أنها تعمل حاليا وبالتنسيق مع مكتب شؤون المختطفات التابع لحكومة إقليم كردستان في دهوك لإنقاذ التركمانيات المختطفات من داعش.

وتوضح لموقع (إرفع صوتك) “توصلنا إلى إتفاق مع مكتب شؤون المختطفات في دهوك للعمل على كيفية إعادة المختطفات، لعدم إيجادهن في الموصل وتلعفر، والمعلومات الواردة الينا تؤكد تواجدهن في الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في سورية، وأسسنا جمعية خاصة بإنقاذهن أيضا”، كاشفة عن “وجود نحو ٧٠٠ طفل تركماني محتجز لدى مسلحي داعش حتى الآن”.

المصدر: متين أمين – ارفع صوتك

وكما يمكنكم التواصل معنا حول الناجيات التركمانيات او لإرسال الفيديوهات والصور بصدده لموقعنا عبر الاتي:-

 

Loading

اترك رد